الصداقة شىء مهم فى حياة الإنسان، وتكون أكثر أهمية فى حياة الأطفال، حيث تساعدهم على نمو اجتماعى سليم فى ظل نمو نفسى متوازن، ومن ثم فإن الصداقة عنصر فاعل فى تنمية الشخصية السوية، وعند الأطفال تتخذ مذاقا خاصا تحكمه البراءة فى التعامل التلقائى والميل الطبيعى للتعاون، المشاركة فى الأسرار، الاهتمام المتبادل، التسامح و العمل الجماعى والمصالحة مع الآخر.
يشير الدكتور أيمن فهمى، خبير تربوى، إلى أن للصداقة فوائد كثيرة منها اندماج الأطفال مع المجتمع بشكل سوى، وعندما يكون ذلك منذ الصغر فإنه يبعد عنهم شبح العزلة والانطوائية التى قد تعرض الأطفال للإصابة بأمراض الفصام نتيجة للخوف وعدم الثقة بالنفس، فالصداقة تشكل العالم الخارجى للطفل، حيث يصب فيها طاقته من النشاط واللعب ويتفاعل مع الأصدقاء من خلال روح المنافسة الإيجابية بعيدا عن العنف.
يقع على عاتق الآباء الاهتمام بتحفيز أبنائهم على تكوين صداقات مختلفة وتعليمهم أسس اختيار الصديق الأمثل، وكذلك طرق التواصل معه والحفاظ على استمرارية العلاقة بينهما، حيث سيكون الصديق يوما أقرب إلى صديقه من والده أو والدته، وذلك بحكم السن المتقارب ونفس الاهتمامات المشتركة حيث هناك لغة مشتركة بينهما.
إن للآباء دورا هاما فى تشكيل الوعى لدى الأبناء بأهمية تكوين الصداقة بشكلها الصحيح من خلال الأقارب والمعارف سواء فى المدرسة أو النادى والجيران، ويكون إرشاد الطفل من بعيد دون تدخل مباشر، وتكون كذلك مراقبة اختيار أصدقائه بطريقة غير ملفته للصغير حتى لا يشعر أنه مراقب فى كل تصرفاته فلن يستمتع بجوانب الصداقة المختلفة، وقد يبتعد عن تكوين صداقات طالما أنه لن يتوفر لديه حرية اختيار الصديق وطريقة تعامله معه، لذا لابد أن يتمتع الصغير بالحرية فى طريقة اختيار وتكوين الصداقات، حتى إذا اخطأ وذلك سوف يتعرض له فى أحيان وسوف يظل هكذا بين الصواب والخطأ حتى يجد الصديق المناسب الذى يروى عطشه بدلا من الجلوس وحيدا أو اللعب بمفرده.
المهم فى الصداقة أن يتعود الطفل منذ الصغر على أن يكون مع آخرين قد يكونوا زملاء أو أصدقاء أو أقارب، والانخراط والاندماج معهم كفيل بأن يحرك غريزة الصغير فى أن يبحث عن الخل الخاص به.
الكاتب: سحر الشيمي
المصدر: موقع اليوم السابع